فصل: العمال بالنواحي.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.غزو المهدي.

تجهز المهدي سنة ثلاث وستين لغزو الروم وجمع الأجناد من خراسان ومن الآفاق وتوفي عمه عيسى بن علي آخر جمادى الأخيرة بعسكره وسار من الغد واستخلف على بغداد ابنه موسى الهادي واستصحب هرون ومر في طريقه بالجزيرة والموصل فعزل عبد الصمد بن علي وحبسه ثم أطلقه سنة ست وستين ولما جاز ببني مسلمة بن عبد الملك ذكره عمه العباس بما فعله مسلمة مع جدهم محمد بن علي وكان أعطاه مرة في اجتيازه عليه ألف دينار فأحضر المهدي ولد مسلمة ومواليه وأعطاهم عشرين ألف دينار وأجرى عليهم الأرزاق وعبر الفرات إلى حلب فأقام بها وبعث ابنه هرون للغزو وأجاز معه الدروب إلى جيحان مشيعا وبعث معه عيسى بن موسى وعبد الملك بن صالح والحسن بن قحطبة والربيع بن يونس ويحيى بن خالد بن برمك وكان إليه أمر العسكر والنفقات وحاصروا حصن سمالوا أربعين يوما فتحوه بالأمان وفتحوا بعده فتوحات كثيرة وعادوا إلى المهدي وقد أثخن في الزنادقة وقتل من كان في تلك الناحية منهم ثم قفل إلى بغداد ومر ببيت المقدس وصلى في مسجده ورجع إلى بغداد.

.العهد لهرون.

وفي سنة ست وستين أخذ المهدي البيعة لابنه هرون بعد أخيه الهادي ولقبه الرشيد.

.نكبة الوزير يعقوب بن داود.

كان أبو داود بن طهمان كاتبا لنصر بن سيار هو وإخوته وكان شيعيا وعلى رأي الزيدية ولما خرج يحيى بن زيد بخراسان كان يكاتبه بأخبار نصر فأقصاه نصر فلما طلب أبو مسلم بدم يحيى جاءه داود فأمنه في نفسه وأخذ ما أكتسبه من المال أيام نصر وأقام بعد ذلك عاطلا ونشأ له ولد أهل أدب وعلم وصحبوا أولاد الحسن وكان داود يصحب إبراهيم بن عبد الله فورثوا ذلك عنه ولما قتل إبراهيم طلبهم المنصور وحبس يعقوب وعليا مع الحسن بن إبراهيم حتى توفي وأطلقهما المهدي بعده مع من أطلق وداخله المهدي في أمر الحسن لما فر من الحبس فكان ذلك سببا لوصلته بالمهدي حتى استوزره فجمع الزيدية وولاهم شرقا وغربا وكثرت السعاية فيه من البطانة بذلك وبغيره وكان المهدي يقبل سعايتهم حتى يروا أنها قد تمكنت فإذا غدا عليه تبسم وسأله وكان المهدي مشتهرا بالنساء فيخوض معه في ذلك وفيما يناسبه ويتغلب برضاه وسامره في بعض الليالي وجاء ليركب دابته وقد نام الغلام فلما ركب نفرت الدابة من قعقعة ردائه فسقط ورمحته فانكسر فانقطع عن المهدي وتمكن أعداؤه من السعاية حتى سخطه وأمر به فحبس وحبس عماله وأصحابه ويقال بل دفع إليه علويا ليقتله فأطلقه ونمي ذلك إلى المهدي فأرسل من أحضره وقال ليعقوب أين العلوي؟ فقال: قتلته فأخرجه إليه حتى رآه ثم حبس في المطبق ودلي في بئر فيه وبقي أيام المهدي والهادي ثم أخرج وقد عمي وسأل من الرشيد المقام بمكة فأذن له وقيل في سبب تغيره انه كان ينهى المهدي عن شرب أصحابه النبيذ عنده ويكثر عليه في ذلك ويقول: أبعد الصلوات الخمس في المسجد الجامع يشرب عندك النبيذ لا والله لا على هذا استوزرتني ولا عليه صحبتك!
مسير الهادي إلى جرجان.
وفي سنة سبع وستين عصى وتداهر من شرو بن ملكا طبرستان من الديلم فبعث المهدي ولي عهده موسى الهادي وجعل على جنده محمد بن حميد وعلى حجابته نفيعا مولى المنصور وعلى حرسه عيسى بن ماهان وعلى رسائله أبان بن صدقة وتوفي أبان بن صدقة فبعث المهدي مكانه أبا خالد الأجرد فسار المهدي وبعث الجنود في مقدمته وأمر عليهم يزيد فحاصرهما حتى استقاما وعزل المهدي يحيى الحريشي عن طبرستان وما كان إليه وولى مكانه عمر بن العلاء وولى على جرجان فراشه مولاه ثم بعث سنة ثمان وستين يحيى الحريشي في أربعين ألفا إلى طبرستان.

.العمال بالنواحي.

وفي سنة ثلاث وستين ولي المهدي ابنه هرون على المغرب كله وأذربيجان وأرمينية وجعل كاتبه على الخراج ثابت بن موسى وعلى الرسائل يحيى بن خالد بن برمك وعزل زفر بن عاصم عن الجزيرة وولى مكانه عبد الله بن صالح وعزل معاذ بن مسلم عن خراسان وولى مكانه المسيب بن زهير الضبي وعزل يحيى الحريشي عن أصبهان وولى مكانه الحكم بن سعيد وعزل سعيد بن دعلج عن طبرستان وولى مكانه عمر بن العلاء ومهلهل بن صفوان عن جرجان وولاها هشام بن سعيد وكان على الحجاز واليمامة جعفر بن سليمان وعلى الكوفة إسحق بن الصباح وعلى البحرين والبصرة وفارس والأهواز محمد بن سليمان فعزله سنة أربع وستين وولى مكانه صالح بن داود وكان على السند محمد بن الأشعث وفي سنة خمس وستين عزل خلف بن عبد الله عن الري وولاها عيسى مولى جعفر وولى على البصرة روح بن حلتم وعلى البحرين وعمان والأهواز وفارس وكرمان النعمان مولى المهدي وعزل محمد بن الفضل عن الموصل وولى مكانه أحمد بن إسمعيل وفي سنه ست وستين عزل عبيد الله بن الحسن العنبري عن قضاء البصرة واستقضى مكانه خالد بن طليق ابن عمران بن حصين فاستعفى أهل البصرة منه وولى المهدي على قضائه أبا يوسف حين سار جرجان واضطربت في هذه السنة خراسان على المسيب بن زهير فولاها أبا العباس الفضل بن سليمان الطوسي وأضاف إليه سجستان فولى هو على سجستان سعيد بن دعلج وولى على المدينة إبراهيم ابن عمه وعزل منصور بن يزيد عن اليمن وولى مكانه عبد الله بن سليمان الربعي وكان على مصر إبراهيم بن صالح وتوفي في هذه السنة عيسى بن موسى بالكوفة وهي سنة سبع وستين وعزل المهدي يحيى الحريشي عن طبرستان والرويان وما كان إليه وولاه عمر بن العلاء وولى على جرجان فراشه مولاه وحج بالناس إبراهيم ابن عمه يحيى وهو على المدينة ومات بعد قضاء الحج فولى مكانه إسحق بن موسى بن علي وعلى اليمن سليمان بن زيد الحارثي وعلى اليمامة عبد الله بن مصعب الزبيرى وعلى البصرة محمد بن سليمان وعلى قضائها عمر بن عثمان التميمي وعلى الموصل أحمد بن إسمعيل الهاشمي وقتل موسى بن كعب ووقع الفساد في بادية البصرة من الأعراب بين اليمامة والبحرين وقطعوا الطريق وانتهكوا المحارم وتركوا الصلاة.